- الرجوع إلى الصفحة الرئيسية »
- مقـالـة اليـوم : ( أحـدٌ ، أحَــدٌ ) اقرأ المزيد
مقـالـة اليـوم : ( أحـدٌ ، أحَــدٌ )
سألني مُلحـد : لمـاذا اللـه [ أحـد ] في سورة الإخلاص ؟ !!!!!!
الجـوابُ :
ورَدت كلمة [ أحـد ] مـرّتين في سورة الإخلاص :
( قُـلْ هـوَ اللـهُ أحَـدٌ ..... و لـمْ يكُنْ لـه كُفُـواً أحَـد ) سورة الإخلاص .
_ إنّ [ أحـَد ] الأولى في قولـه تعالى ( قُلْ هو الله أحَـد ) ، هذه [ الأحَـد ] تنفي أنّ الله سُبحانهُ [ مُركّبٌ منْ أجْزاء ] ، فالمُركّبُ يحتاجُ لمواصفاتٍ قَدْ تكونُ ناقصةً ، أو يكون النقْصُ في المُركّبات ذاتهـا .
_ أمّا [ أحـَد ] الثانية في قوله تعالى ( و لـمْ يكن له كُفُواً أحَـد ) ، هذه [ الأحَد ] تنفي وجودَ [ شبيهٍ للّـه ] سُبحانه ، و لوْ إلـهٌ آخَـرَ لـه صفاتٌ مُشتركة مع الإلـه الأوّل ، و صـفات اُخـرى مُختلـفة .
_ لـوْ كانَ يوجدُ [ إلـهـيْن ] ، فَلاَ بُـدّ أنْ يكونَ كلّ إلـهٍ لـه [ مَجـالٌ ] محدود و خاصّ بـه ، و [ المحدودُ ] يُحيطُهُ العَـدَمُ منْ كلّ الجوانب ، و لا يكون في هذه الحالـة : [ اللـهُ أكْـبَرُ ، اللـهُ أكْـبَرُ ] .
و إذا كانَ الإلـه [ محْدوداً ] ، أصبحَ المكانُ أكبَرُ منَ الإلـه ، و هذا [ مُحالٌ ] على مواصفات الإلـه ، فالمحدودُ يكون لمخلوقٍ و ليْسَ لخـالق .
_ و إذا كانَ هُنـاكَ إلـهيْن ، فلا بُدّ أنْ يكون أحـدهُمـا قَدْ وُجِـدَ قبْل الآخـر ، عندهـا يُصبحُ كـلاَ الإلهيْـن [ محدودٌ ] بالزمـان ، و هـذا لا يقبلُهُ عقْلٌ و لا مَنطقٌ بالنسبة لصفات الإلـه .
_ و إذا كان يوجدُ إلـهيْن ، فـلاَ بُـدّ أنْ يكون لدى كلّ إلـهٍ [ صفاتٌ ] لا توجدُ لـدى الإلـه الآخـر ، و في هذه الحالة فإنّ كلّ إلـه منهُمـا [ يحتاجُ ] لخدمـات الآخر كيْ يُكمِلَ نقْصَه ، و هذا ينفي صِفةَ الإلـه عن كليْـهمـا .
_ لـذلك لا بُـدّ من الحقيقة التي قالـها [ بلال الحبشيّ ] رضي الله عنه ، و هي : [ أحَـدٌ ، أحَـدٌ ] ، و هذا هو [ مـبلَغُ الحقيقة ] : ( وَ مَنْ بَـلَـغَ ، أ ئِنّكُم لَـتشهدونَ أنّ مَعَ الله آلـهةً اُخـرى ، قُـلْ : لا أشْـهَدُ ، إنّمـا هوَ إلـهٌ واحـدٌ ، و إنّي بـريْءٌ مـمّـا تُشركون ) الأنعام 19 ، ( و مـا مِنْ إلـهٍ إلاّ اللـه الواحدُ القهّـار ربّ السماوات و الأرض و مـا بينهُمـا ) ص 65 .
كـلّ هـذا و اللـه أعْلـم
بُشْراكُم رضوانٌ منَ الله ، يا مَنْ شهدتُم أنّ الله [ أحـدٌ ] لا شريك لـه ، و لكم كل شكري و تقديري و احترامي و محبّتي .