[ الجـنّ و الشـياطين ] 
المعنى اللغويّ :
إنّ كلمة [ الجنّ ] تعني المُختفي و الغيْر ظاهر للعين ، و لذلك يُدعى الطفل قبل ظهوره للحياة [ جَنين ] : ( و إذ أنتُم أجنّةٌ في بطون أمّهـاتكم ) النجم 32 ، و [ الجَـنَن = القبْر الذي يُغطّي الجثّة ] ، و [ المِجَنّ = الترس الذي يغطّي الصدْر في المعارك ] ، و [ الجُـنّة = تغطية الأخطاء باليمين ] : ( إتّخذوا أيمانهُم جُـنّةً ) المنافقون 2 ، و [ الجَـنّة = المكان الكثير الأشجار بحثُ يُخفي مَنْ بداخله ] : ( و جَـنّات ألـفافاً ) النـبأ 16 ، و [ الجـانّ = الحيّة الصغيرة ] : ( فلمّـا رآهـا تهْتزّ كأنّهـا جَـانّ ) القصص 31 ، [ الجِــنّة = اختفاء العقْل ] : ( أمْ يقولونَ بـه جِـنّة ) المؤمنون 70 ..... .

الـجـنّ :
هُمْ مخلوقاتٌ [ خفيّة ] و لا تُرى أبداً للعيْن البشريّة ، و هُم [ أحدُ أشكال الطاقة ] لأنّهُم خُلقوا من [ نـار السَموم = أعلى لهَب النـار ] : ( و الجانّ خلقْنـاهُ منْ قبْلُ منْ نار السَموم ) الحجر 27 ، و يتحرّكون بكلّ الإتجاهات بسرعة ليستْ عاليَة ، لأنّ الشُهب السماويّة أسْرعُ منَ الجنّ : ( إلاّ مَن اسْترقَ السَمْع فأتبعهُ شـهاب ) الحجر 18 ، و كبيرُ [ الجنّ ] يُدعى [ عفريت ] : ( قالَ عفريتٌ منَ الجنّ ) النمل 39 ، بينمـا كبير الشياطين يُدعى [ مـارد ] : ( و حفظاً منْ كلّ شيطانٍ مـارد ) الصافات 7 .
و تكون حركتهُم بمـا يُعرفُ [ الدفْعُ النفّاث ] لقوله صلى الله عليه و سلّم : [ إذا نوديَ للصلاة ولّى الشيْطانُ و لـه ضُـراطٌ ] رواه البخاري و مسلم .
و الجنّ ليس لهُم أيّ اختلاط مع البشَر و لا يسكنون المقابر و أماكن الخراب و الحمّامات .... ، و الدليل القرآنيّ : أنّهُم لـم يسمعوا برسالة عيسى عليه السلام ، مع أنهـا منْ قبل الإسلام بأكثر من / 600 سنة / لقوله تعالى على لسانهم : ( قالوا يا قومنـا إنّـا سمعْنـا كتاباً اُنزل منْ بعْد موسى ) الأحقاف 30 ، و الأجدر أن يقولوا [ اُنزل منْ بعْد عيسى ] .

الشـياطين :
هُم [ الجانب الكافر منَ الجنّ ] و هُم فقط : [ إبليس و ذريّته ] ، لقوله تعالى : ( أ فتتّخذونه و ذُريّته أوليـاء منْ دوني ) الكهف 50 ، و إبليس هو أقربُ الجنّ إليـنا : ( إنّه يراكُم هوَ و قبيله منْ حيْثُ لا ترونهُم ) الأعراف 27 ، فالأولى أن [ يتلبّس ] هذا الجنيّ الشرّير للبشر ، إذا كان هُناك [ تلبّس ] .

القريـن :
هو [ شيْطانٌ ] و ليس [ جنّي ] عادي ، لقوله تعالى : ( و مَنْ يكُن الشيطانُ لـه قريناً ، فساءَ قريناً ) النساء 38 ، و القرين فقط لتاركي القرآن الكريم : ( و مَنْ يعْشُ عن ذكْر الرحمن نُقيّض لـه شيطاناً فهو لـه قرين ) الزخرف 36 ، و حالات الضياع و تشتّت الفكر سببهـا الشيطانُ و ليْس الجنّ العاديّون لقوله تعالى : ( يتخبّطُه الشيطانُ ، منَ المسّ ) البقرة 275 .

سـليمان عليه السلام :
حينمـا [ سخّر ] الله الجنّ و الشياطين إلى سليمان ، فصلهُم في العمّل ، فأعطى [ الأعمال الشاقّة ] للشياطين : ( و الشياطين كلّ بنّـاءٍ و غوّاص ) ص 37 ، بينمـا [ الأشغال السهلة ] أعطاهـا للجنّ ، مثل الأعمال [ الفخّاريّة ] : ( و مِنَ الجنّ مَنْ يعمل بين يديه ، ... و جفانٍ كالجوابّ و قُدورٍ راسيات ) سـبأ 12 .
و الجفانّ : واحدتُهـا [ جفنة = القصعة الكبيرة للأكل ] ، و [ الجوابّ ] واحدتُهـا [ جـابية = أحواض الماء الضخمة ] .

كلّ هذا و الله أعلم
لكم كل التقدير و الاحترام و الشكر و الامتنان

Total Pageviews

أرشيف المدونة

Powered by Blogger.

- copyright © ثقافة حول العالم - Metrominimalist - Powered by Blogger - Designed by Johanes Djogan - تعريب و تطوير: قوالب مدونات بلوجر