هل تعرف ما هي أول دولة عربية اعترفت باستقلال أميركا؟
في الرابع من يونيو/حزيران 2009 ألقى الرئيس باراك أوباما خطابه الشهير إلى العالم الإسلامي في القاهرة. وذكـر، في معرض
حديثه عن العلاقات الأميركية العربية الإسلامية، أن المغرب هو أول بلد في العالم اعترف باستقلال الولايات المتحدة.
كان أوباما يشير إلى قيام السلطان المغربي محمد بن عبد الله الملقب بـ"محمد الثالث" بإصدار وثيقة تسمح لأميركا بممارسة نشاطاتها التجارية مع المغرب كغيرها من الدول.
"أكثر من ذلك"، يقول المؤرخ وسفير المغرب الأسبق في واشنطن عبد الهادي التازي "طالب السلطان المغربي الرئيس الأميركي توماس جيفرسون بتعيين قنصل أميركي في المغرب، وهو ما استجاب له الكونغرس بسرعة".
ويؤكد الخبير في العلاقات المغربية الأميركية أنور مجيد، لـ"موقع راديو سوا" أن "السلاطين المغاربة كانوا ينظرون إلى أميركا نظرة الحليف البعيد، وكان السلطان محمد بن عبد الرحمان، المعروف أيضا باسم محمد الرابع، يفضل تسليم بلاده إلى الولايات المتحدة على أن تحتلها قوة أوروبية".
أول مغربي في أميركا
حسب الروايات التاريخية، فالعلاقات المغربية الأميركية بدأت قبل وقت طويل من استقرار المهاجرين الإنكليز في الجزء الشمالي من القارة الجديدة.
فخلال المراحل الأولى من الغزو الاستعماري الإسباني في القرن 16م، رسا مغربي من مدينة أزمور يعرف تاريخيا باسم إستيفان أو Estevanico في ولاية فلوريدا، وعاش جميع أنواع المخاطر، حتى وصل إلى جنوب غربي الولايات المتحدة (نيو مكسيكو).
يقول أنور مجيد، أستاذ مادة تاريخ الحضارات في جامعة نيو إنغلاند، إن "الإسم الحقيقي لستيفانيكو الأزموري هو مصطفى"، مضيفا أن "العلاقات الحقيقة ستبدأ بين المغرب وأميركا مع تولي الملك المغربي محمد الثالث الحكم، وهي اللحظة التي تزامنت مع استقلال أميركا".
بعد وفاة السلطان محمد بن عبد الله (محمد الثالث) في 1790 قام توماس جيفرسون، يقول مجيد، بنعيه إلى أعضاء الكونغرس كصديق للمغرب وكأول قائد بلد يعترف باستقلال الأراضي الجديدة، طالبا منهم التفكير في التدابير الواجب اتخاذها لضمان سير العلاقات الطيبة بين البلدين، بعد تزايد القرصنة البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
ويقول عبد الهادي التازي "في 1787 ازدادت نشاطات القرصنة في البحر وتعرضت السفن الأميركية لاعتداءات متكررة، ما دفع الكونغرس إلى رفع طلب رسمي للسلطان محمد الثالث يضمّنه التماس الرئيس جورج واشنطن بأن تقوم السلطات المغربية بالتدخل للتوسط لدى ليبيا لحماية السفن الأميركية".
ويضيف "بعد وفاة السلطان، الذي كان يتبادل عبارات مفعمة بالمودة مع الأميركيين، كان الكونغرس يتخوف من عودة القرصنة، بيد أن الوريث الجديد للعرش المولى سليمان واصل سياسة والده تجاه حماية المصالح الأميركية في شمال إفريقيا".
ويؤكد أنور مجيد، من جهته، أن "الملك محمد بن عبد الله أعرب عن اعتقاده بكون التجارة الحرة وسيلة لتحقيق السلام بين الأمم وحماية بلاده"، مضيفا "في عام 1783، تلقى محمد بن عبد الله رسالة من القنصل الأميركي في إسبانيا، يبلغه فيها أن كونغرس الولايات المتحدة يريد عقد معاهدة تجارية مع المغرب". وفي الرسالة الجوابية أعرب السلطان عن إعجابه بشجاعة الأميركيين ورغبتهم في حماية حريتهم ورحب بالعلاقات معهم.
"المغرب وقف ضد انفصال الجنوب"
يقول عبد الهادي التازي لـ"موقع راديو سوا" إن "المغرب وقف ضد الانفصال في الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفا "في 1861 حاول الجنوب الأميركي الانشقاق عن الشمال، واتخذ المغرب منذ البداية قراره للوقوف ضد الانفصال، الذي كان يهدد الدولة الفتيّة، عن طريق اعتقال بعض المشاركين في الحرب الأهلية، في البحر الأبيض المتوسط ومنع سفنهم من الرسو على المراسي المغربية، بل وتسليمهم للحكومة الفدرالية".
وشدد التازي على أن رسالة ـ حصل عليها من الأرشيف الوطني بواشنطن وضمنها كتابه "التاريخ الدبلوماسي للمغرب"ـ تؤكد أن الملك المغربي "يتأسف كثيرا للحالة التي تعانيها أميركا جراء الخارجين عن القانون، وهو مقتنع بأنه لو حصل نفس الحال في المغرب (لا سمح الله) فإن أميركا والحكومات الأخرى سوف لن تشجع المروق والتمرد".
وحينما بلغت أخبار اغتيال الرئيس أبراهام لنكولن القصر، رفع السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى الرئيس الأميركي أندرو جونسن يعزيه قائلا "..ولا شك أن المحبة تقتضي أن يسر الحبيب بما يسر محبه ويكره ما يكدر قلبه، ولذلك تألمنا لما بلغنا ما وقع للعظيم أبراهام لينكولن".
وتابع، بعد أن أسدى كل أوصاف الرثاء على لينكولن، "وحق على من عرف سيرته أن يذكره بما كان عليه وينشر ما كان يفعله مع العباد وينسبه إليه ليبقى ذكره مخلدا. لكن من خلّف أمثالكم مكانة (في إشارة إلى الرئيس جونسن) لم يمت فإن ذلك القوم العظيم (الشعب الأميركي) فيه من العظماء وكبارهم القدماء ونحن عرفناكم بما لنا من العناية بجانبكم والتأسف على هذا العظيم الذي ضاع منكم لتعرفوا أن المحبة المؤسسة بين أسلافنا باقية بحالها، بل هي في الزيادة لا تزول عن محلها".
ويعلق المؤرخ السابق للمملكة المغربية حسن أوريد على تصريحات التازي قائلا "غير خاف على المتتبع والدارس للعلاقات بين المغرب وأميركا أن اللغة الدبلوماسية التي بدأ السلطان يخاطب بها قادة الولايات المتحدة تغيرت كثيرا، وأصبح المغرب يخاطب أميركا بود أكبر". ويرجع سبب ذلك إلى مواقف واشنطن "المشرفة" تجاه المغرب ضد الأطماع الاستعمارية، وتزايد القوة الصناعية للولايات المتحدة، ورغبة السلطنة في اللعب على الحبل الأميركي ضد التكتل الأوروبي، بحسب أوريد.
"طلب الحماية الأميركية"
في السبعينيات من القرن الـ19، بدأ المغرب يشعر بأنه مطوق ومحاصر من ثلاث دول أوروبية هي: فرنسا، إسبانيا و إنكلترا، وأصبحت كل الدول الأوروبية تنظر إلى المغرب ككعكة نضجت، مما رفع حدّة التنافس بين القوى الأوروبية للظفر بقطعتها.
وقد تفطن السلطان إلى كل ذلك، فقام باستقبال القنصل الأميركي "فيليكس ماتيوس"، طالبا منه أن يدعو الولايات المتحدة من أجل حماية استقلال المغرب من الأطماع الأوروبية.
ويؤكد أنور مجيد أن عالم السياسة الأميركي غراهام ستيوارت نشر في عام 1945مقالا بعنوان "مستقبل طنجة" في مجلة Foreign Affairs (الشؤون الخارجية)، وذكر أن السلطان محمد بن عبد الرحمان (المعروف أيضا باسم محمد الرابع) يفضل تسليم بلاده إلى الولايات المتحدة على أن تحتلها قوة أوروبية.
وقد كتب ستيوارت أن "محفوظات الانتداب الأميركي في طنجة سجل أنه قبل 74 عاما أعرب سلطان المغرب عن انزعاجه إزاء الأساليب المفترسة من بعض الدول الأوروبية، التي تنظر إلى المغرب خاصة طنجة بنظرة الطمع، وعبر السلطان عن رغبته في أن تستولي الولايات المتحدة على كامل الإمبراطورية المغربية. لم نكن ـ يضيف ستيوارت ـ في مزاج رائق لتحمل المسؤوليات في ما وراء البحر الأبيض المتوسط، ورفضنا بأدب هذا العرض".
أميركا وراء استقلال المغرب
يقول حسن أوريد، الذي اشتغل كمستشار سابق في السفارة المغربية بواشنطن إن "الولايات المتحدة الأميركية كانت وراء استقلال المغرب"، مضيفا "بطريقة ضمنية رعت أميركا الحركات التحررية في شمال إفريقيا بما فيها الحركة الوطنية المغربية".
ويضيف أوريد "كان يُنظر إلى أميركا بعد الحرب العالمية الثانية في مجموع العالم العربي كقوة تحريرية. لا علاقة لها تماما بالصورة التي أضحت لصيقة بها اليوم".
ويواصل الدبلوماسي السابق،وأستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط، حديثه عن العلاقات المغربية الأميركية بعد استقلال المغرب، قائلا "عقب الاستقلال، انخرط المغرب في إطار المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة من أجل احتواء المد الشيوعي، بالإضافة إلى ذلك، فالمغرب في ظل الاحتقان الذي كانت تعرفه العلاقات العربية الإسرائيلية لعب أدوارا من أجل ربط سبل الحوار بين الأطراف العربية وإسرائيل".
ويشير أوريد إلى أن العلاقات بين الحليفين عرفت الاستقرار بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وستظهر مؤشرات جديدة في هذه العلاقات تطبعها بالأساس الاعتبارات الأمنية إلى أن انتهت مع مجيء أوباما".
ويختم أوريد حديثه عن العلاقات المغربية الأميركية بالقول "خطاب أوباما بالقاهرة
ليونيو/حزيران 2009 طغى عليه التوجه المثالي، وهو ما طبع ولايته الأولى في كثير من القضايا بالشرق الأوسط ومنها ما يسمى بالربيع العربي. وأعتقد بأن ما يميز الولاية الثانية لأوباما هو الواقعية. وهذا بطبيعة الحال ينسحب على المغرب".
في الرابع من يونيو/حزيران 2009 ألقى الرئيس باراك أوباما خطابه الشهير إلى العالم الإسلامي في القاهرة. وذكـر، في معرض
حديثه عن العلاقات الأميركية العربية الإسلامية، أن المغرب هو أول بلد في العالم اعترف باستقلال الولايات المتحدة.
كان أوباما يشير إلى قيام السلطان المغربي محمد بن عبد الله الملقب بـ"محمد الثالث" بإصدار وثيقة تسمح لأميركا بممارسة نشاطاتها التجارية مع المغرب كغيرها من الدول.
"أكثر من ذلك"، يقول المؤرخ وسفير المغرب الأسبق في واشنطن عبد الهادي التازي "طالب السلطان المغربي الرئيس الأميركي توماس جيفرسون بتعيين قنصل أميركي في المغرب، وهو ما استجاب له الكونغرس بسرعة".
ويؤكد الخبير في العلاقات المغربية الأميركية أنور مجيد، لـ"موقع راديو سوا" أن "السلاطين المغاربة كانوا ينظرون إلى أميركا نظرة الحليف البعيد، وكان السلطان محمد بن عبد الرحمان، المعروف أيضا باسم محمد الرابع، يفضل تسليم بلاده إلى الولايات المتحدة على أن تحتلها قوة أوروبية".
أول مغربي في أميركا
حسب الروايات التاريخية، فالعلاقات المغربية الأميركية بدأت قبل وقت طويل من استقرار المهاجرين الإنكليز في الجزء الشمالي من القارة الجديدة.
فخلال المراحل الأولى من الغزو الاستعماري الإسباني في القرن 16م، رسا مغربي من مدينة أزمور يعرف تاريخيا باسم إستيفان أو Estevanico في ولاية فلوريدا، وعاش جميع أنواع المخاطر، حتى وصل إلى جنوب غربي الولايات المتحدة (نيو مكسيكو).
أستاذ الأديان والحضارات في جامعة نيو إنغلاند أنور مجيد.
بعد وفاة السلطان محمد بن عبد الله (محمد الثالث) في 1790 قام توماس جيفرسون، يقول مجيد، بنعيه إلى أعضاء الكونغرس كصديق للمغرب وكأول قائد بلد يعترف باستقلال الأراضي الجديدة، طالبا منهم التفكير في التدابير الواجب اتخاذها لضمان سير العلاقات الطيبة بين البلدين، بعد تزايد القرصنة البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
ويقول عبد الهادي التازي "في 1787 ازدادت نشاطات القرصنة في البحر وتعرضت السفن الأميركية لاعتداءات متكررة، ما دفع الكونغرس إلى رفع طلب رسمي للسلطان محمد الثالث يضمّنه التماس الرئيس جورج واشنطن بأن تقوم السلطات المغربية بالتدخل للتوسط لدى ليبيا لحماية السفن الأميركية".
ويضيف "بعد وفاة السلطان، الذي كان يتبادل عبارات مفعمة بالمودة مع الأميركيين، كان الكونغرس يتخوف من عودة القرصنة، بيد أن الوريث الجديد للعرش المولى سليمان واصل سياسة والده تجاه حماية المصالح الأميركية في شمال إفريقيا".
ويؤكد أنور مجيد، من جهته، أن "الملك محمد بن عبد الله أعرب عن اعتقاده بكون التجارة الحرة وسيلة لتحقيق السلام بين الأمم وحماية بلاده"، مضيفا "في عام 1783، تلقى محمد بن عبد الله رسالة من القنصل الأميركي في إسبانيا، يبلغه فيها أن كونغرس الولايات المتحدة يريد عقد معاهدة تجارية مع المغرب". وفي الرسالة الجوابية أعرب السلطان عن إعجابه بشجاعة الأميركيين ورغبتهم في حماية حريتهم ورحب بالعلاقات معهم.
"المغرب وقف ضد انفصال الجنوب"
يقول عبد الهادي التازي لـ"موقع راديو سوا" إن "المغرب وقف ضد الانفصال في الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفا "في 1861 حاول الجنوب الأميركي الانشقاق عن الشمال، واتخذ المغرب منذ البداية قراره للوقوف ضد الانفصال، الذي كان يهدد الدولة الفتيّة، عن طريق اعتقال بعض المشاركين في الحرب الأهلية، في البحر الأبيض المتوسط ومنع سفنهم من الرسو على المراسي المغربية، بل وتسليمهم للحكومة الفدرالية".
وشدد التازي على أن رسالة ـ حصل عليها من الأرشيف الوطني بواشنطن وضمنها كتابه "التاريخ الدبلوماسي للمغرب"ـ تؤكد أن الملك المغربي "يتأسف كثيرا للحالة التي تعانيها أميركا جراء الخارجين عن القانون، وهو مقتنع بأنه لو حصل نفس الحال في المغرب (لا سمح الله) فإن أميركا والحكومات الأخرى سوف لن تشجع المروق والتمرد".
وحينما بلغت أخبار اغتيال الرئيس أبراهام لنكولن القصر، رفع السلطان محمد بن عبد الرحمان إلى الرئيس الأميركي أندرو جونسن يعزيه قائلا "..ولا شك أن المحبة تقتضي أن يسر الحبيب بما يسر محبه ويكره ما يكدر قلبه، ولذلك تألمنا لما بلغنا ما وقع للعظيم أبراهام لينكولن".
المؤرخ وسفير المغرب الأسبق في واشنطن عبد الهادي التازي
ويعلق المؤرخ السابق للمملكة المغربية حسن أوريد على تصريحات التازي قائلا "غير خاف على المتتبع والدارس للعلاقات بين المغرب وأميركا أن اللغة الدبلوماسية التي بدأ السلطان يخاطب بها قادة الولايات المتحدة تغيرت كثيرا، وأصبح المغرب يخاطب أميركا بود أكبر". ويرجع سبب ذلك إلى مواقف واشنطن "المشرفة" تجاه المغرب ضد الأطماع الاستعمارية، وتزايد القوة الصناعية للولايات المتحدة، ورغبة السلطنة في اللعب على الحبل الأميركي ضد التكتل الأوروبي، بحسب أوريد.
"طلب الحماية الأميركية"
في السبعينيات من القرن الـ19، بدأ المغرب يشعر بأنه مطوق ومحاصر من ثلاث دول أوروبية هي: فرنسا، إسبانيا و إنكلترا، وأصبحت كل الدول الأوروبية تنظر إلى المغرب ككعكة نضجت، مما رفع حدّة التنافس بين القوى الأوروبية للظفر بقطعتها.
وقد تفطن السلطان إلى كل ذلك، فقام باستقبال القنصل الأميركي "فيليكس ماتيوس"، طالبا منه أن يدعو الولايات المتحدة من أجل حماية استقلال المغرب من الأطماع الأوروبية.
ويؤكد أنور مجيد أن عالم السياسة الأميركي غراهام ستيوارت نشر في عام 1945مقالا بعنوان "مستقبل طنجة" في مجلة Foreign Affairs (الشؤون الخارجية)، وذكر أن السلطان محمد بن عبد الرحمان (المعروف أيضا باسم محمد الرابع) يفضل تسليم بلاده إلى الولايات المتحدة على أن تحتلها قوة أوروبية.
وقد كتب ستيوارت أن "محفوظات الانتداب الأميركي في طنجة سجل أنه قبل 74 عاما أعرب سلطان المغرب عن انزعاجه إزاء الأساليب المفترسة من بعض الدول الأوروبية، التي تنظر إلى المغرب خاصة طنجة بنظرة الطمع، وعبر السلطان عن رغبته في أن تستولي الولايات المتحدة على كامل الإمبراطورية المغربية. لم نكن ـ يضيف ستيوارت ـ في مزاج رائق لتحمل المسؤوليات في ما وراء البحر الأبيض المتوسط، ورفضنا بأدب هذا العرض".
أميركا وراء استقلال المغرب
يقول حسن أوريد، الذي اشتغل كمستشار سابق في السفارة المغربية بواشنطن إن "الولايات المتحدة الأميركية كانت وراء استقلال المغرب"، مضيفا "بطريقة ضمنية رعت أميركا الحركات التحررية في شمال إفريقيا بما فيها الحركة الوطنية المغربية".
ويضيف أوريد "كان يُنظر إلى أميركا بعد الحرب العالمية الثانية في مجموع العالم العربي كقوة تحريرية. لا علاقة لها تماما بالصورة التي أضحت لصيقة بها اليوم".
المؤرخ السابق للمملكة المغربية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط حسن أوريد
ويشير أوريد إلى أن العلاقات بين الحليفين عرفت الاستقرار بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وستظهر مؤشرات جديدة في هذه العلاقات تطبعها بالأساس الاعتبارات الأمنية إلى أن انتهت مع مجيء أوباما".
ويختم أوريد حديثه عن العلاقات المغربية الأميركية بالقول "خطاب أوباما بالقاهرة
ليونيو/حزيران 2009 طغى عليه التوجه المثالي، وهو ما طبع ولايته الأولى في كثير من القضايا بالشرق الأوسط ومنها ما يسمى بالربيع العربي. وأعتقد بأن ما يميز الولاية الثانية لأوباما هو الواقعية. وهذا بطبيعة الحال ينسحب على المغرب".